بعد ايام على المعارك التي شهدتها جولة الذهاب من الدور ربع النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا في كرة القدم، ارتاحت النفوس، وبات الحديث مقرونا بمنطق وواقعية، وبعيداً عن الانفعال والتسرع.
اليكم الحقائق التالية:
1 - اثبت برشلونة انه افضل فريق يلعب كرة قدم في العالم حالياً، وبما لا يدع اي مجال للشك، سواء على مستوى الاندية او حتى على مستوى المنتخبات، مع تقديرنا لمنتخبي اسبانيا والبرازيل.
فالاداء الذي قدمه لاعبو غوارديولا امام ارسنال في «استاد الامارات» (وليس في «كامب نو») لا يُقارن بأي اداء قدمه اي فريق في السنوات الاخيرة، باستثناء، ربما، اداء البرازيل في الشوط الثاني من نهائي كأس القارات امام الولايات المتحدة، واداء المانيا في الشوط الاول من مباراتها امام السويد في الدور الثاني من مونديال 2006، واداء فرنسا في بعض مراحل مباراتها امام البرازيل في ربع نهائي المونديال نفسه، واداء اسبانيا ابتداء من مباراتها الاولى في «يورو 2008» وحتى اليوم (باستثناء ذاك اللقاء الذي خرجت على اثره من نصف نهائي كأس القارات نتيجة الخسارة المفاجئة امام الولايات المتحدة).
2 - اثبت بايرن ميونيخ انه من طينة كبار اوروبا رغم ان كثيرين يجهلون او حتى يتجاهلون ان الفريق البافاري توج بطلا لاوروبا في مناسبات اربع، متجاوزا حتى برشلونة.
بايرن لم ولن يترك تصنيفه كواحد من اكبر واعرق الاندية في «القارة العجوز»، وهو يقف تماماً الى جانب اندية مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وميلان، وربما يتفوق على عدد منها.
بايرن اسقط مانشستر يونايتد وهو محروم من نجمه الهولندي اريين روبن ومن قلبه النابض باستيان شفاينشتايغر.
اثبت الفريق البافاري انه الماني قلباً وقالباً رغم انه يضم العديد من الاجانب، بيد ان الروحية الالمانية تسري في عروق هذا النادي، وتُلَقَّن لكل من يرتدي القميص الأحمر، وليس ادل على ذلك سوى رفض الاستسلام امام مانشستر يونايتد وتحويل التأخر امامه الى فوز حيوي في اللحظات الاخيرة.
3 - يسعى البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب انترميلان الى العيش يوماً بيوم مغامرته في دوري الابطال.
هو يدرك ان رئيس النادي ماسيمو موراتي ينشد احراز الكأس الاوروبية، لذا يحاول مورينيو تجاوز المراحل في هذه البطولة بهدوء وخطوة بخطوة، تماماً كما فعل في ثمن النهائي امام تشلسي.
تخطيطه سليم للغاية، ورغم ان التقدم على سسكا موسكو بهدف لا يبدو بطاقة مؤهلة الى نصف النهائي بيد انه قد يكون كافياً في حال التزم رجال مورينيو بتعليماته التكتيكية في الاياب، تماماً كما كان الحال في لقاء «ستامفورد بريدج».
4 - يرى الفرنسيون انه كان من المجحف ان يقع فريقاهما (بوردو وليون) وجها لوجه بموجب القرعة المفتوحة للدور ربع النهائي، بيد انه يتوجب على هؤلاء الاحتفال كون تلك الآلية ضمنت ظهور ممثل لهم في نصف النهائي على الأقل.
وسواء بلغ بوردو او ليون دور الاربعة، فإن فرنسا لا يمكن ان تنافس جديا على كأس دوري الابطال، وإن اجترح احد فرقها المعجزة وتوج بطلا ل «القارة العجوز» فإن ذلك سيدخل السجلات من باب «مفاجآت القرن»، مع احترامنا لمجهودات ليون ورئيسه جان ميشال اولاس في السنوات الاخيرة.
وحده مرسيليا نجح حتى اليوم في منح اللقب القاري الاكبر لفرنسا وذلك في 1993 على حساب ميلان الايطالي.
كيف حصل ذلك؟
هاكم الاسماء التي ضمها فريق الرئيس برنار تابي، المثير للجدل، في تلك الحقبة: بارتيز، انغلوما، بولي، دوسايي، ديشان، الالماني فولر، الكرواتي بوكسيتش، والغاني ابيدي بيليه.