بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
حَدِيثُ الْيَوْم / الـــثـــلاثـاء / 06 / 08 / 1430 هـ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
-----------------------
( كـــتـــابُ مَـــواقـــيـــتُ الـــصَّـــلاة )
بابُ: ( الـــصَّـــلاةُ كَـــفَّـــارة )
-----------------------
عَنْ حُذَيْفَةَ – رضي الله عنه – قَالَ:
( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، فَقَالَ: ( أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ)، قُلْتُ: ( أَنَا كَمَا قَالَهُ)، قَالَ: ( إِنَّكَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ)، قُلْتُ: ( فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ)، قَالَ: ( لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ وَلَكِنْ الْفِتْنَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ)، قَالَ: ( لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا)، قَالَ: ( أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ)، قَالَ: ( يُكْسَرُ)، قَالَ: ( إِذًا لَا يُغْلَقَ أَبَدًا)، قُلْنَا: ( أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ ؟)، قَالَ: ( نَعَمْ كَمَا أَنَّ دُونَ الْغَدِ اللَّيْلَةَ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ)، ( فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ، فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ)، فَقَالَ: ( الْبَابُ عُمَرُ).
* رواهـ الـبـخـاري.
-----------------------
( فتح الباري بشرح صحيح البخاري)
قَوْله: ( أَنَا كَمَا قَالَهُ):
أَيْ: أَنَا أَحْفَظُ مَا قَالَهُ، وَالْكَاف زَائِدَة لِلتَّأْكِيدِ.
وَقَوْله: ( فَهِبْنَا): أَيْ: خِفْنَا.
وَقَوْله: ( الْبَابُ عُمَرُ):
لَا يُغَايِرُ قَوْلَهُ قَبْلَ ذَلِكَ : ( إِنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْفِتْنَةِ بَابًا)، لِأَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ بَيْنَك وَبَيْنَهَا، أَيْ: بَيْنَ زَمَانِك وَبَيْنَ زَمَانِ الْفِتْنَةِ وُجُود حَيَاتِك.
وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى بَقِيَّةِ فَوَائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .