وقفة مع ضيف الشرف الأول الأستاذ بن الزاوي بعزيز
حاورته :بنت القيـــــــــقبة
سار قلمي يوما فأختار ذاك الشخص الذي تعود الطلبة على رؤيته جالسا على مكتب التدريس المقابل لهم ....
تعودوا دوما منه الحنان وتعودوا منه الطيبة إلى أن أصبح عزيزا على النفوس لا يفارقه طلبته إلا وفي وجوههم بشاشة كبيرة تعوده الصدر الحنون الأب النصوح القدوة والمثال دوما وأبدا ...
نعم زرته وكل أملي أن يستقبلني بحنانه وطيبته .....فما كان منه أن استقبلني بأكثر من الحنان وبأكثر من الطيبة يومها أدركت صدق الكلام حدثني بلسان حاله قائلا أنه مستعد أن أسأله عن حياته وبطولاته وتجاربه وانجازاته استقبلني في قسم يدرسه وأمام طلبته سألته وكان له الجواب على على كل سؤال أطرحه وكان الحوار طويلا فقلت :
-من هو بن الزاوي بعزيز في ظل المكان والزمان ؟
قال : بن الزاوي بعزيز بن الجمعي من مواليد 1958 م بمنطقة جرمية برأس العيون "باتنة "
كيف كان بن الزاوي بعزيز طفلا ثم شابا والآن ؟
تعلمت القرآن على يد والدي رحمة الله عليه الذي كان معلم القرآن آنذاك تعلمت الجلوس على مقعد الدراسة لأول مرة بابتدائية رأس العيون على يد العديد من المعلمين الذين كان لهم الدور الكبير في تعليمنا منهم :جاري عبد الله ،بن سالم محمد ....وغيرهم ففي سنة 1969/1970م كنت من بين الناجحين في امتحان الانتقال إلى المرحلة الأساسية والتي كانت بمدينة مروانة ومنها إلى ثانوية بن بولعيد باتنة ثم بعد ذلك المعهد التكنولوجي للتربية "بوزريعة " الجزائر والتحقت بجامعة قسنطينة سنة 1980 م المدرسة العليا للأساتذة تخرجت منها سنة 1984 م بشهادة الليسانس تاريخ .
- لماذا إخترت بالضبط فرع التاريخ ؟
كان اختياري لفرع التاريخ مرتبط بعدة أمور أذكر منها :
الانتماء الأسري كوني كنت من أسرة ثورية مجاهدة
وحصولي عل جائزة في التاريخ في المرحلة الأساسية سنة 1974 أيام الرئيس الراحل هواري بومدين موقعة من قبل الدكتور محي الدين عميمور الذي كان مدير التشريفات في الرئاسة مما كان سببا أيضا لأدرس فرع التاريخ وأكون من مدرسيه .
وكان تأثيري الكبير للأستاذ الفاضل "بن دعاس "رحمه الله أستاذ مادة التاريخ بثانوية بن بولعيد آنذاك سببا أيضا لإختيارفرع التاريخ أو علم التاريخ .
كيف كانت بداية مهنتك كأستاذ ؟
كانت بدايتي في التعليم مدرسا في المعهد التكنولوجي للتربية بالبويرة وبعدها مدرس بثانوية مروانة من 1985 إلى 1999م ثم بثانوية عمار زواكري "رأس العيون " إلى الآن
-هل كانت لديك ميولات أدبية أو غيرها ؟
نعم ...بالرغم من أنني كنت قد درست شعبة العلوم الطبيعية في المرحلة الثانوية إلا انه كان لي ميل أدبي وتاريخي .
كتبت على تاريخ المنطقة المجاهدة "رأس العيون " أيام الثورة بالاشتراك مع الأستاذ القدير "ربعي العيد " في إطار إعادة كتابة تاريخ الثورة سنة 1984 م والشيء المدون موجود في قسم المجاهدين برأس العيون بحضور صانعي تاريخ المنطقة أمثال : بن منصور سعد "رحمه الله " ،مصباح الجودي ،همال محمد ،اعثامنة الحاج الطاهر ،بن الزاوي عبد الله ، توكة أحمد ، أحمد شلوي ...
-عاش الشعب الجزائري في ظلام الإستعمار الفرنسي الدامس حياة أقل مايقال عنها أنها حياة ذل وهوان ونكد وبؤس وعبودية واستبداد وليس من المبالغة في شيء أن نقول أن التاريخ لم يعرف في مختلف عصوره شعبا عانى من أنواع الحرمان وألوان العذاب وضروب الهيمنة والسيطرة والتسلط وصور رهيبة من الموت البطيء مثل ماعانى الشعب الجزائري فبماذا تحس عندما تقرأ على صفحات التاريخ آثار الإستعمار الغاشم وترى المجازر التي ارتكبتها في حق الجزائريين ؟
موقفي مما ارتكبته فرنسا في حق الجزائريين هو موقف كل مواطن شريف غيور على وطنه وأمته فلو كنت من شباب تلك الفترة لكنت من أول المخططين لمواجهة الإستعمار .
-ماموقفك من صمود الشعب الجزائري وتحديه للمحن والشدائد وتفجيره لثورة نوفمبر 1954 م؟
الشعب الجزائري شعب ثائر شهد ذلك تاريخه الحافل بالبطولات فهو لم يرضى العيش تحت سيطرة فرنسا فواجهها وأخرجها من الديار تجر وراءها أثواب العار .
-وما موقفك من الخونة للوطن ؟
التاريخ هو من يحكم عليهم
-نصيحتك للشعب الجزائري ككل بخصوص وطنهم وتنبيهك لهم بالحرية التي ينعمون بها الآن ؟
على الشعب الجزائري المحافظة على وحدته الترابية اللغوية الدينية والوقوف في وجه المكائب التي تريد أصحابها التفريق بين أبنائهم كما أنصحه بالتمسك بالثلاثية البديسية الجزائر وطننا والعربية لغتنا والإسلام ديننا
-عبرة العبر التي يمكن أن تقدمها اليوم عن تاريخ الجزائر والشعب الثائر ؟
الشعب الجزائري أمازيغي عربه الإسلام وسيبقى كذلك ولا يمكن لأي كان سلخه عن انتمائه الحضاري والتاريخي .
-هل لك طموحات مستقبلية ؟
لا توجد ولكن أتمنى أن أبقى مدرس تاريخ وفقط ولا اعلم ما>ا يخبئ لنا القدر يومها .
-كلمة ختامية ؟
أشكرك جزيل الشكر على التفاتتك هاته وبارك الله فيك ودمت والنجاح حليفك وشكرا
ودعه قلمي مبهرا من كلامه ومن استقباله لكن ما أراده هو أن يسجل الأستاذ القدير بن الزاوي بعزيز على صفحات تاريخ المنطقة وقد تم ذلك بإذن الله .
والشكر الجزيل له على استقباله وترحيبه وأطال الله في عمره .
ونلتقي مرة أخرى مع شخصية بارزة محلية ...في رأس العيون وسأقدم لكم عن قريب صورة له
إنتظروني ...